الزوج ولد باه وكيف يعاشر زوجته
في كثير من البيوت، قد تكتشف المرأة أن شريك حياتها لم يغادر بعد بيت الطفولة، ليس بمكان السكن، بل بالعقلية والقرارات والمشاعر. الزوج "ولد باه" هو ذلك الرجل الذي مازال يرى أهله مرجعيته الأولى والأخيرة، قبل نفسه، قبل زوجته، وقبل حتى بيته الجديد.
معاشرة هذا النوع من الأزواج ليست سهلة. فالزوج هنا يعيش في صراع داخلي بين رضى والديه، وإرضاء زوجته، وبين حاجته إلى الحرية الشخصية التي لم يتعلم كيف يمارسها بعد. قد تجد الزوجة نفسها أحيانًا في موقع المنافسة مع أمه، أو في صراع خفي مع قرارات عائلته التي تتحكم في تفاصيل حياتهم اليومية.
مع "ولد باه"، تحتاج المرأة أن تتحلى بالكثير من الحكمة والصبر والدهاء العاطفي. هي مطالَبة بأن تكون الحنان الذي يفتقده حين يشعر بالضياع، والصخرة القوية التي تذكّره بأنه رجل مستقل قادر على اتخاذ قراراته بنفسه. بدون الدخول في حرب مع أهله أو استفزازه، عليها أن تبني بهدوء عالمًا مشتركًا بينهم، قائمًا على الثقة والتفاهم بعيدًا عن سلطة العائلة.
الرجل الذي ظل طويلاً "ولد باه" يحتاج إلى أن يُشعر بأنه قادر، مرغوب، ومحبوب كفرد مستقل، لا مجرد تابع. هنا، تكون المعاشرة معه فنًا قائمًا على تعزيز ثقته بنفسه، لا إحراجه ولا كسره.
قد تتعب الزوجة أحيانًا، وقد تشعر أنها تتعامل مع طفل كبير، لكن بالصبر والذكاء العاطفي، تستطيع أن تحوّل علاقتها به من علاقة مليئة بالتبعية إلى علاقة قائمة على النضج والاحترام المشترك.
وفي النهاية، كل رجل ولد باه، يحتاج إلى أن يجد في زوجته البيت الذي يُشعره بالحرية لا بالسجن، وبالحب لا بالمنافسة، وبالتقدير لا بالعتاب الدائم.