مقياس لوشر للألوان
المقدمة
الألوان ليست مجرد عناصر جمالية نراها في الطبيعة أو نستعملها في الفن، بل هي لغة خفية تلامس أعماق النفس الإنسانية. هذا ما حاول ماكس لوشر (Max Lüscher) أن يثبته عندما طوّر مقياسه الإسقاطي المعروف بـ مقياس لوشر للألوان سنة 1947.
المقياس يعتمد على فرضية أساسية تقول: اختيار الفرد للألوان يعكس حالته النفسية واللاشعورية، وليس مجرد ذوق عابر.
ادا اردت الاختبار
الأساس النظري للمقياس
-
لوشر انطلق من فكرة أن الجهاز العصبي والوظائف النفسية مرتبطة بشكل وثيق بالاستجابات اللونية.
-
الألوان تثير استجابات فيزيولوجية (تسارع نبض، استرخاء، توتر...) وفي نفس الوقت تعكس نزوعات نفسية داخلية.
-
بالتالي، اختيار الألوان أو رفضها هو بمثابة إسقاط لحالة الفرد الداخلية.
الهدف الأساسي للمقياس
الهدف الجوهري هو:
-
تشخيص الحالة النفسية والوجدانية للفرد بدقة، والكشف عن احتياجاته، دوافعه، مصادر قلقه وصراعاته.
أما الأهداف الفرعية:
-
تقييم الحالة الانفعالية اللحظية.
-
الكشف عن مناطق التوتر والضغط النفسي.
-
فهم الاحتياجات الأساسية للفرد (حب، أمان، اعتراف اجتماعي...).
-
المساعدة في التشخيص النفسي والإكلينيكي بشكل غير مباشر.
-
تتبع التغيرات النفسية مع العلاج أو مع مرور الزمن.
مكونات المقياس
المقياس يتكون من ثمانية ألوان أساسية:
-
الأزرق الغامق → الراحة، الحميمية، الحب.
-
الأخضر → المثابرة، الإرادة، السيطرة.
-
الأحمر → الحيوية، القوة، النشاط.
-
الأصفر → الأمل، الانفتاح، المستقبل.
-
البنفسجي → الخيال، العاطفة، المراهقة الانفعالية.
-
البني → الإحساس الجسدي، الراحة الجسدية.
-
الأسود → الرفض، النفي، التمرد.
-
الرمادي → الحياد، العزلة، الانسحاب.
طريقة التطبيق
-
يقدم الفاحص للمفحوص بطاقات الألوان الثمانية.
-
يُطلب منه ترتيبها من الأكثر تفضيلاً إلى الأقل.
-
يُعاد الاختبار مرة ثانية للتأكد من ثبات الاختيارات.
-
يتم تحليل الترتيب وفق دلالات لوشر، حيث:
-
الألوان الأولى = تمثل الحاجات الأساسية والحالة الإيجابية.
-
الألوان الأخيرة = تمثل مناطق الصراع، التعب أو ما يرفضه الفرد في ذاته أو محيطه.
-
مجالات الاستخدام
-
علم النفس الإكلينيكي: لفهم الصراعات الداخلية عند المريض.
-
علم النفس التربوي: لفهم حالات القلق أو الاضطراب عند الأطفال.
-
علم النفس الصناعي والتنظيمي: في اختيار الموظفين أو تقييم ضغوط العمل.
-
البحث العلمي: لدراسة العلاقات بين الألوان والانفعالات الإنسانية.
الانتقادات الموجهة للمقياس
-
بعض الباحثين يعتبرونه غير دقيق علمياً بسبب غياب معايير إحصائية قوية.
-
نتائجه قد تتأثر بعوامل ثقافية (رمزية الألوان تختلف بين المجتمعات).
-
رغم ذلك، مازال يستعمل كأداة إسقاطية مساعدة بجانب مقاييس أخرى.
الخاتمة
مقياس لوشر للألوان ليس مجرد اختبار للتفضيل الجمالي، بل هو نافذة على اللاشعور، يكشف عما تخفيه النفس من حاجات وصراعات قد لا يجرؤ الفرد على التعبير عنها. ورغم الانتقادات العلمية التي طُرحت حوله، فإنه مازال يحتفظ بمكانة خاصة في الممارسة النفسية، خصوصاً عندما يُستعمل بذكاء إلى جانب أدوات أخرى للتشخيص.
.png)