الإنسان ماشي ضعيف ولا قوي، هو اللي كيتشكل من الظروف

الإنسان،  بحال شمعة فالريح. مرات كيضوي بقوة، ينور الدنيا كاملة، ومرات كيطفى بمجرد نفخة صغيرة. مكاينش إنسان قوي 100%، ولا ضعيف 100%.

والإنسان، مثل السفينة فالبحر. مرات كتركب الأمواج بكل قوة، ومرات كتغرق فأقل عاصفة. مكاينش واحد قوي كل الوقت، ولا ضعيف كل الوقت. شخصيتنا كتحوم بين القوة والضعف، بحال الريح اللي مرة دافية ومرة باردة. تخيّل معايا واحد حساس، قلبه بحال الزجاج، رقيق ونقي. إذا لقا ناس يحبوه ويدعموه، هداك القلب يضوي بحال شمس الصيف، يبدع، يحلم، ويحقق أشياء كبار. يولي بحال شجرة كتكبر فأرض خصبة، كل ورقة فيها حياة وأمل. ولكن، إذا دارت عليه الدنيا، وصادف الظلم والقهر، وكثر عليه الغبن، هداك الاحساس سيحول. الزجاج ديالو يتكسر، القوة ديالو ترجع خوف، والحلم يولي كابوس. يبدا يشك فراسو، يحس بالضعف، ويمكن حتى ينسى شكون هو.

حتى اللي مهذب، اللي كيعامل الناس بالرقي والأخلاق، إذا عاش وسط الظلم والمهضومية ديال الحقوق، يمكن يفقد الصبر. يتحول من واحد هادي ومحترم لواحد ما عادش يهمه لا راسو لا الناس. الضغط كيخرج أسوأ ما فينا، بحال النار اللي كتحرق كلشي إذا ما طفيتيهاش فالوقت. ولكن، العكس كذلك صحيح. العيوب اللي عندنا، إذا عطيناها فرصة، إذا هيأنا ليها جو زوين بالتربية والصبر، كتصبح قوة. تخيّل واحد عنيد، إذا تعلم يتحكم فالعناد ديالو، يصبح إصرار يوصلو للقمة. ولا واحد خجول، إذا تعلم يثق فراسو، يمكن يصبح خطيب يسحر الناس بكلامه.

القوة الحقيقية، ماشي فالعضلات ولا فالصوت العالي. ماشي فاللي كيتهور ولا كيخاف يتحدى. القوة هي فاللي كيوقف بعد ما يطيح، فاللي كيبكي ويضحك فالنفس الوقت، ومع ذلك كيختار يمشي قدّام. هي فاللي كيقاوم البرد ديال الدنيا وكيحفر فالصخر باش يلقا الماء. الإنسان ما كيخلقوش الظروف ديالو، ولكن هو اللي كيخلّق المعنى ديالها. الدنيا كتعطيك الصعوبات، ولكن أنت اللي كتختار واش تبكي عليها ولا تحاربها. وإن كان مسير فبعض الأمور، فهو مخير فكيفاش يواجه. يمكن يستسلم ويغرق فالحزن، ولا يختار يحفر طريقو، حتى لو كان الطريق كحل بحال الليل.

الدنيا، راها بحال مدرسة كبيرة. كل يوم فيها درس، وكل درس فيه امتحان. القوة ماشي غير فالفوز، ولكن فاللي كيحاول حتى وهو عارف بلي ممكن يخسر. هي فاللي كيبتسم وهو مجروح، وكيمشي وهو كيشوف الضباب. والضعف؟ الضعف ماشي عيب، الضعف هو اللي كيخليك تحس بلي أنت إنسان. ولكن القوة الحقيقية هي اللي كتخليك تاخد الضعف ديالك وتحولو لسلاح، لنور، لطريق يوصلك للنجاح. الإنسان، مهما كانت الريح قوية، كيقدر يضوي شمعتو، إذا آمن براسو وبلي الظروف مكتكتبش النهاية، ولكن هو اللي كيكتبها وبالطريقة اللي بغا سلام .